Tuesday 29 September 2009

العدد الجديد، الرابع من مجلة جسد
















> بنات المعاملتين
باسكال عساف/ لبنان




"أحبه، أخذني وعرّفني إلى أهله في القرية، سعيدة أنا، وجدتُ أخيراً من يحبّني لشخصي، وليس من أجل متعة عابرة". تتوقف عن الكلام وتنظر إليّ بعينين فاحصتين. أسألها: "هل يدفع لكِ؟"، فتعاجلني بجواب تحضّرت له كثيراً: "وكيف أقبل أن أتناول منه بدلاً عن الحب؟". أتأمل شعرها الأشقر وغباءً ارتسم على وجهها. أُخبرها: "لتتأكدي من حبه أطلبي منه مالاً بحجة ضيق عند أهلك في روسيا". تتمتم منصرفةً: "مجنونة أنتِ". تمضي بضعة أيام، تجلس على الكرسي نفسه، زال غباؤها وسكن مكانه حزن باهت. تتكلم كمن تعتذر من جهلها... ومني: "سألته، وصرخ في وجهي، رماني كزهرة لا رائحة لها ورحل. في الأمس رأيته يسكب كلماته على جسد..





Sunday 27 September 2009

الليلة الأخيرة



" باسم ما كان بيننا، أطلب منكِ أن تفي بوعدك، أن تمنحيني الرحلة الأخيرة. أستحلفك بالحب العالق في ثنايا قلبك، وببقايا غبار عهدٍ استعصى على الوقت، أن تقابليني لآخر مرّة في الليلة الأخيرة، سأنتظرك في شقتنا إبتداءً من الساعة الثامنة ".

نظر إلى الورقة، تأكّد من خلوّها من الأخطاء. لم يذيّل الرسالة بتوقيعه. رشّ عليها قليلاً من عطره. ثناها بعناية فائقة وسكبها في ظرف أبيض، ثم شرع بكتابة اسم المرأة وعنوانها.

Tuesday 22 September 2009

زقاق البلاط "من الأبجدية إلى النهضة"، دروب وشخصيات


Sunday 13 September 2009

اللبنانيون وذات الدواليب الأربعة

قل لي ماذا تقود أقل لكَ من أنت!

علاقة اللبناني بسيارته علاقة فريدة تتعدى حدود تملّك وسيلة مواصلات. هي أشبه ببطاقة تعريف اجتماعية، تحوّلت إلى مرآة تعكس الحالة المادية لصاحبها، أو قناع يخفي وراءه حالة متردية تغطّيها مشاركة أحد المصارف بملكية السيارة لسنوات خمس آتية. هي هوية، رمز لاستقلالية وتتمة لمنزل، يمضي بين جوانبها بضع ساعات يومياً، وهذا وقت كاف للتفكير في هموم الحياة وأخبار سياسيّي الوطن، للاستماع إلى الموسيقى، للتحادث على الهاتف النقال، أو ربما للتفنن بإلقاء اللوم على دولة يعتبرها مسؤولة عن وقته الضائع

Wednesday 9 September 2009

كتاب






الصورة من فيلم الانيماشن "كافكا" للمخرج البولندي بيوتر دومالا.           
         الوقت رجل يسير ذهاباً وإياباً، يقلب الثواني الملتصقة بصفحات كتاب اشتراه من مكتبة تحيا في كنف مستشفى. السطور أمواج تتلاطم في فكره، بالكاد يلتقط أنفاساً متلعثمة ليرفع بصره ناحية الباب الموصد على من هم في رهان غير متكافىء مع الموت.


لا يعرف مدى المسافة التي أنهكت قدميه، ولا الفترة الزمنية التي انقضت منذ أن وجد نفسه حارساً على مدخل الأمل. الحقيقة الوحيدة الملموسة في دوامة الإنتظار تكمن في الصفحة التسعين، وكلّ ما عدا ذلك من صنع الأوهام. يترك إصبعه بين دفّتي الكتاب، يرخي ألم ذراعه في الهواء، ويمشي كصرخة مكتومة تندثر في ضوضاء اليأس.

Tuesday 1 September 2009

سوق الأحد - الجزء الثاني