Wednesday, 19 May 2010

حديث


البارحة، في غرفة الجلوس، سمعت هذا النقاش من طريق المصادفة، بينما كنت أنتظر ذاتي لتنام. على رغم أنني لم أفهم كلّ الحديث، ربّما لطوله، ارتأيت أن أجمع ما حفظت من أقوال كلّ طرف في المجموعة. وها أنا أسكبها على الورق، وأنتظر حتى تجفّفها الأيام. 

من يدري فقد تأتي الفلسفة لتتسلى معك في زمن الضجر.

المجموعة الاولى

- أنا أطول منك.
- قفزت فوقك.
- لم تلتقطني هذه المرة أيضاً.
- يا بليد تعلَّم السرعة مني.
- ما زلتَ هنا؟


المجموعة الثانية

- تشعرني بالدوار.
- أنت مجدّداً؟
- ربع... نصف... ثلاثة أرباع...
- متى تكتمل؟

مع أنّني متأكّد من أنه كان هناك مشاركٌ ثالث في هذا الحوار، لكنّني لم أفهم شيئاً ممّا نطقه ولم يتوقف لثانية عن الكلام. إلاّ أنّني تجاهلته بمكر لدواعٍ روائية. 

لكزتني ذاتي تستأذنني أن أضع جسدي على السرير. وبما أنني رجل مهذّب مع الجنس اللطيف، فقد وافقت. في الرواق الذي يفصل بين الغرفتين، وتحديداً لما مدته نصف حياة الطويل، غافلتُ نعاسي وفكرت.

"غريب أمرنا، نعيش عمرنا كلّه نتّكل على حديث أغبياء لننظّم وقتنا...".
النهار - الأحد 16 أيار 2010 - السنة 77 - العدد 24045

10 comments:

  1. I couldn't help but try to analyze the discussion, and all I could come up with was that these 2 were playing a video game. Everything else seemed too sick to me!

    Awesome ending BTW!

    ReplyDelete
  2. مع انني متأكد بأن الوصول إلى المعنى الحقيقي لهذه القطعة صعب إلا أنني أعجبت بها جداً.

    ReplyDelete
  3. Nice!kids playing game i guess !

    ReplyDelete
  4. يالطول بالك تستمع الى ثرثرة عقارب ساعة. لا اشاطرك الرأي بوصفهم اغبياء. بل هم برأيي ماكرون.. يستجعلون الخطا عندما بجدوننا نمضي وقتاً ممتعاًاو بصحبة حبيب او غارقين بقبلة، ويتثاقلون بمشيهم عندما بكتشفون اننا نعمل او بصحبة اناس ثقيلي الظل او عندما يعلق مصعد بنا في ظهيرة صيف.
    لا انكر اني احتاج اليهم بل اعتمد عليهم احياناً كثيرة، ولكنني بنفس الوقت اكره لؤمهم وقسوتهم

    اعجبت جداً بالمقالة وعمقها وذكاء كاتبها.. لك مني اجمل تحية

    ReplyDelete
  5. حديث مشوق جدا، اعتقد أن المعنى يكمن في النهاية
    من هم هؤلاء الأغبياء الذين ينظمون وقتنا

    أحببت النص كثيراً

    ReplyDelete
  6. رسمت لوحة سريالية، تللذذ اذن بمحاولاتنا لفك
    :]رموزها.....جميلة جدا يا ظالم

    ReplyDelete
  7. LOve it! deep and meaningful.. yet tricky.

    Also liked danyawad's comment. :)

    ReplyDelete
  8. I'm reading this again and again.. just thought of writing another comment to let you know how nice this is..

    ReplyDelete
  9. The very first moment i read this conversation, i directly remembered those uncountable moments where my Life Characters join my Dream Characters right before i fall asleep...and when i wake up i forget all the characters and all i think about is Time... A wonderful conversation perfected by some wonderful comments!

    ReplyDelete
  10. الآن، و بعد شرحك لهذا الحديث ، أقرأه قراءة مختلفة عن القراءة الأولى و كذلك أجد لذة في القراءات المختلفة للمعلقين فأدرك كم كنت ماهرا في صياغة نصك. تفسيرك لم يلغي نظرتي الأولى فنصك ينتمي الى تلك المرايا المسحورة التي فيها انعكاسات مختلفة للصورة الأصل.و بذلك تكون قد خضت في المعنى و دلائله و خباياه ما يجعل النص زئبقي الأبعاد.لا يبق سوى ان أقول أبدعت باسكال

    ReplyDelete

Share

Widgets