Monday, 31 January 2011

شنكبوت



"الشنكبوت" ابن الشبكة العنكبوتية النازل في منافسة مع "التركي" و"المكسيكي" و"السوري" لصالح ويب دراما مأخوذة من سطوح بيروت وشوارعها لتعري الواقع اليومي الذي يعيش فيه "سليمان" ابن الخامسة عشرة، والذي يعمل في خدمة التوصيل. "Delivery Boy" والى جانب سليمان رفاق نزلوا مثله الى معترك الحياة الحافل بالمفاجآت والقصص المشوقة الى حدود أن المسلسل "الانترنتي" نجح في استقطاب نحو 250 ألفا، وهناك 20 ألف معجب على صفحة الفايسبوك خاصته. وفي الرصيد كذلك ميدالية ذهبية حصل عليها في مهرجان جنيف الدولي للسينما كأفضل مسلسل على الانترنت. 


اسم المسلسل دمج لكلمتي "شبكة" و"عنكبوت"، وهما مشتقتان من الشبكة العنكبوتية أي الـ internet، وفيه محاكاة لجيل يسعى لإيجاد مكان مناسب بين عادات وتقاليد المجتمع ومغريات الحياة العصرية، حاملا بذلك معنى خاصاً مثل "Shank You"، "ضاع مني الشنكبوت"، أو حتى تُغنّى "شنكبوت النونو طلع على السطح". وفي كل حلقة مشاهد مكثفة وسريعة، بنكهة كوميدية ومن دون إعلانات ولا تصوير مطوّل لتمرير الوقت، اذ لا تتعدّى الحلقة الدقائق الخمس في حبكة درامية، تطرح مشكلات وتبحث عن حل، وعن بطل ينقذ الموقف. هو تصوير أقرب إلى الواقعية، باللغة العامية المحببة لدى المشاهدين، وشخصيات تتلاقى في شوارع بيروت، كل منها يرسم ملامح مجتمع مخيف

أبطال الشنكبوت ثلاثة بحسب منتجة المسلسل وصاحبة شركة بطوطة فيلم كاتيا صالح: شابان وفتاة تجمعهما الحياة، الصداقة، والحب في مجتمع لبناني يغوص بقصص مخفية داخل كل بيت. حسين عقيل الذي يؤدي دور سليمان هو "الشنكبوت"، يدير تجارته الخاصة في خدمة التوصيل من طعام الى قارورة غاز وأدوية، أو حتى أشخاص. يجوب على دراجة نارية شوارع بيروت التي يعرفها كما يعرف خطوط يده، إلا أنه غالباً ما يتورّط في مشاكل نصب واحتيال تهدّد وجوده. وتؤدي سميرة قوّاص دور رويدا الهاربة من زوج عنيف، فتاة غامضة، وحيدة لا أصدقاء لها، تريد أن تتحدى المجتمع لتحقيق طموحها وتصير نجمة مشهورة. أما الشخصية الرئيسية الثالثة "شادي"، فيؤديها نصري الصايغ صديق سليمان وبمثابة الأخ الأكبر، ماضيه تحت السيطرة ويحاول أن يحجبه عن الجميع. وهناك شخصيات أخرى تتقاطع مع الأبطال الثلاثة منها على سبيل المثال: أبو زهير، حارس المبنى، مختارة الضيعة تينا، يارا الفتاة "البقاعية" الشجاعة، بدر صاحب مقهى انترنت، فراس زعيم عصابة، فادي مدير أعمال أصحاب المواهب... 

ترجع كاتيا فكرة المشروع إلى سنتين للوراء عندما أرادت إذاعة بي بي سي أن تقدم مشروعاً تفاعلياً للشباب اللبناني ما بين 16 و25 سنة. بداية طرحت الكوميديا القريبة من الشارع حيث إن معظم الدارما العربية التي تبث على الشاشات تاريخية أو بحلّة رمضانية. وكانت الرسالة الأهم تقديم صورة حقيقية عن بيروت، وذلك على الرغم من اعتبار المشروع مجازفة في ظل الإرسال البطيء للإنترنت في لبنان، وبالنظر الى أنّ دراما الإنترنت وسيط إعلامي غير معروف في المنطقة خلافا لما هو حاصل في بريطانيا وأميركا. 

لم تقتصر الفكرة على حلقات يتم مشاهدتها أو تحميلها عن الموقع، فأخيرا أطلق مشروع
Shank Active الذي يقوم على عدة ورشات عمل للهواة تمكّن الشباب من تصوير مشاهد يومية من الحياة وذلك عبر الهواتف النقالة. وكانت توجهت الحملة الإعلانية الأخيرة إلى طلاب لبنان، وذلك في جولة على 25 مدرسة من مختلف المناطق اللبنانية، لإطلاع التلامذة على كيفية استخدام الانترنت عبر هواتفهم النقالة للتعبير عن ذاتهم وتصوير فيديو أو التقاط صور لمواضيع تهمهم كي يتم تحميلها لاحقاً على موقع الشنكبوت. 

وهكذا في زمن الانترنت، وجد الشنكبوت طريقة مميزة ليصل إلى القلوب. صنع عالمه الخاص، أفكاره، عباراته، وصيحة شبابية جديدة تدخل إلى مجتمع ما زال قادرا على استقطاب كل جديد.


المستقبل - الاثنين 24 كانون الثاني 2011 - العدد 3892 - لايف - صفحة 10


5 comments:

  1. قصة إبداع حلوة
    توظيف التكنولوجيا بقالب ذكيّ

    :)

    ReplyDelete
  2. Very nice article :) Thank you Pascal :)

    ReplyDelete
  3. موضوع مميز جداً
    انا من متابعي هذا المسلسل
    تقديم عصري يحاكي طبيعة المسلسل

    ReplyDelete
  4. el shankaboot mafe menno :) the funny part is while watching shankaboot, i suddenly decided to check your blog and saw this post :)

    miss reading here, been super busy at work

    ReplyDelete
  5. اختيار التسميه
    ملفت للغايه
    ومناسب للعصر

    ReplyDelete

Share

Widgets