Monday, 31 October 2011

لا تمت البارحة

يصفعونه على خدّيه،
القصاص يجلس على حجر
مشبك الذراعين،
إسيقظ ايها الرجل،
في بطنك غرقت سفينة...
سفينة نوح...

دع عنك الموت،
غنّي للريح، للعواصف،
لدموع إغفاءة
على خشبة مسرح..

إعطني يدك الباردة،
أصنع من الخواء ناراً،
وأنثر الرماد في عيون القدر...

قف،
إتكئ على موجة،
ثم ارشدها بمكر
إلى صخور ضجرة.

ذلك التنين
يلتهم كل يوم مدينتين،
يستحم في البحر،
يغنّي:
"من كان منكم بلا خطيئة،
فليمشط شعري.
أنا الحصان الأخير،
ولن يعلو صهوتي
إلا شاعر
أصابعه من مسامير،
وقصائده لوحات
معلّقة على جدران الجحيم."

المجهول وجهك،
كرّر السقوط،
ما دامت الخفافيش
المحلّقة فوق رأسك
في دائرة،
في كل مرّة،
تُضحك القرّاء...

ألا تعرف
بأن هذه الجبال
بقايا طعام الآلهة؟

أتخيّل الموت طفلاً صغيراً مدللاً،
يشير باصبعه من خلف الزجاج،
ينتقي دمية،
ويكسرها...

الطريق المؤدية إلى النسيان،
محفوفة بالذكريات.
انتبه ألا تقع في حفرة
حتى لا تأتيك
ابتسامتها الساخرة.

الخطوات التي تراها أمامك،
اتبعها من دون ندم،
هي لك،
كنت هنا البارحة،
ولكنك نسيت...

وذلك الثور الذي نطحك،
لم يكن سوى جدار...
جدار الحقيقة.

14 comments:

  1. 1-أتخيّل الموت طفلاً صغيراً مدللاً،
    يشير باصبعه من خلف الزجاج،
    ينتقي دمية،
    ويكسرها...
    How value-less is death in this statement of yours...
    Death for poets is the burning trigger of their immortality,,,
    I believe in this life only two characters can beat death, The Believer and The Poet.
    2- الخطوات التي تراها أمامك،
    اتبعها من دون ندم،
    هي لك،
    كنت هنا البارحة،
    ولكنك نسيت...
    I am not very sure i understood this statement correctly,, How can someone forget his path? is it because he was hit by the wall of truth,, I dunno..
    3-This is one of the most complex poems i have ever read
    4- I will end my long comment by congratulating u for The Title chosen.. I find it very smart, carrying a very important message and promoting the future that awaits every single person.

    ReplyDelete
  2. 1. I believe what u wrote here is poetry :) see u in the immortality ;)

    2. ever heard of DENIAL ?

    3. you bet ?

    4. it always make me happy when u read, comment and love what i write.

    thank you for you support, appreciated

    ReplyDelete
  3. جميل جدا، أشدّ على يدك، نحن بحاجة لأن نقرأ بدل تبديد ساعاتنا و أيامنا بتفاهات أكثر ما يمكن أن تقوم به هو تدميرنا شيئا فشيئا لنصبج صورة مشوهة لعالم أكث تشوها مما نستحق
    good luck

    ReplyDelete
  4. شكراً على مرورك المميز :)

    ReplyDelete
  5. قصيدة تتحرك في مسافة بين صفعتين، صفعة على خد مستسلم و صفعة، بل نطحة، لم تعد ترديه أو تخيفه. جميل تحفيزك و استنهاضك لمن كان على شفير يأس، استفزاز مدروس و متقن و ان كان يرتدي القسوة، كما تربي النسور صغارها، تطلقنا بوحشية في فضاء هذه القصيدة لتوقظ غريزة البقاء. الصور مرعبة في روعتها و لم أستطع تفضيل مقطع على آخر لأنني أحببتها كلها، و أما العنوان، فأعترف انني اموت غيظا و غيرة
    ايها الشاعر الممتطي الحصان الأخير، هل يدري التنين الذي التهم مدينتي الجنة و الجحيم انك على وشك ان تقطع رأسه؟
    جميل ان تظل تتفوق على نفسك
    و نيالك

    ReplyDelete
  6. قد يكون الألم عند الاصطدام بجدار الحقيقة...لمكن تبقى الحقيقة رائعة...رغم مرارتها اغلب الأحيان...
    شكرا

    ReplyDelete
  7. @Maeiva
    يسعدني دوماً قراءة تعليقاتك، أحياناً كثيرة تتطرقين إلى دقائق لا أنتبه اليها، ويفرحني أنك تبحثين دوماً عما لم أقله ... لديك قدرة رهيبة على استخراج المستور مهما اختبأ...
    دمت قارئة عزيزة

    @Al-Hallege
    شكراً على مرورك وعلى تعليقك المميز...

    ReplyDelete
  8. Thank you :) Very beautiful. This poem is one of the most interesting captivating poems I have read so far. I am not sure I can imagine the place it is taken place or the characters, they look scary. Is the man in hell? Why is he there? How does one sing for the wind or for the storms? How can a poet write if his fingers are nails ?
    I like this passage a lot:

    أنا الحصان الأخير،
    ولن يعلو صهوتي
    إلا شاعر
    أصابعه من مسامير،
    وقصائده لوحات
    معلّقة على جدران الجحيم."
    Thank you.
    Zeina :)

    ReplyDelete
  9. أتخيّل الموت طفلاً صغيراً مدللاً،
    يشير باصبعه من خلف الزجاج،
    ينتقي دمية،
    ويكسرها...
    لم اقرأ وصفاً للموت أروع من هذا : حيث أنك تجعله محبباً على قسوته وعبثيته وظلمه

    ReplyDelete
  10. @Zeina
    hell is the others as my friend Sartre says :) u just read a poem written with nails fingers ... it is always a joy to read ur comments Zeina.

    @Antoine
    شكراً على القراءة والتعليق... الا نحب ما يخيفنا الأكثر؟

    ReplyDelete
  11. العنوان بحد ذاته تحفة!

    الموت و لو كان كطفل فهو مخيف

    الموت = إعادة الحياة و دورانها

    ما جدوى الموت ؟
    هو للخلود
    أو محاولة له؟

    يكفيني هذا لكي لا أخشاه
    :)

    ---
    أشكرك

    ReplyDelete
  12. @Haitham
    دوماً يسعدني مرورك وتعليقاتك الذكية :)

    ReplyDelete
  13. Life and death, just another two adjectives for the Duality. None of the two exist without the other and hence either they both exist or none of them really does exist...
    In both cases death or life are equal in the essence of the Being... only the third makes the difference through Duality...

    ReplyDelete
  14. Thank you Ricky :)
    could not say it better... agree

    ReplyDelete

Share

Widgets