بينما كانت بيروت ترزح تحت حرّ قاسٍ لف سماء العاصمة طيلة شهر أب، كانت منطقة بيت الدين تنعم بنسيم ليلي بارد أشبه بإطلالة خجولة للشتاء. أكثر من أربعة آلاف شخص حضروا، غصّ المدرج بحركتهم، تفقدوا أمكنتهم، وما كادت الساعة تقترب من التاسعة مساءً، حتى امتلأت كل المقاعد، وعمد القيمون على الأمسية إلى إضافة عدد آخر من الكراسي في نواحي المدرج. جلس الحضور يترقّب، فالليلة حنين إلى صوت مارسيل خليفة، وانتظار أقرب إلى التأمل في موعد مع الموسيقى.
أوشحة بألوان مختلفة لفّت أكتاف الحاضرين. عازفو الأوركسترا، الكورس، وبعض المستمعين، اختاروا الكوفية بلونيها الأبيض والأسود تعبيراً عن دعم قضية فلسطين، وطن عربي آخر يعاني من التخلّي.