Thursday, 15 July 2010

كي لا ننسى فيليب



فيليب الشاب الذي كان يبحث عن قلب جديد، رحل. ترك خلفه جسداً صادق الانتظار، حمل رجاءه، خوفه، حزنه وابتعد. تخلّى عن قلبه القديم، كنس غبار الانتظار عن صدره، علّق لوحات أمل على الجدران حول فجوة أرادها ميناءً أخيراً لبحر من الصلوات.

لا أعرف فيليب، وددت لو أنظر إلى عينيه، أن أضع يدي على وجنتيه لأتحسس ألم عمر في دمعة. أعرف بأنني كنت سأسرقها رغماً عنه، أصنع منها مرآةً أجفف عليها انعكاس قهري كلّه. لم يتسنّ للغريب أن يوضب حقائبه، أن يكتب رسائل شكر لكل من آمن بحقه في الحياة. جف ريقه فجأة، وترك على الطاولة طوابع بللتها نهاية حاقدة بجمود لا يحتمله وجع.

ربما أراد أن يكدّس ثيابه بحسب ألوانها وأشكالها في خزانته، فقد يحتاجها صديق. في ذاكرته أراد أن يكون إنساناً يفتح ذراعيه ليعطي، بدل يدين تعودتا الشكر بأصابع ترتجف بعرفان شاخ باكراً.

تمدد على سرير، استمع إلى أصوات إطارات صغيرة تغني له حكاية مستقبل واعد. على غفلة ارتدى أجمل ابتسامة كان قد خبأها منذ عقدين ليوم الفرح. تأمل المرآة للمرة الأخيرة، ودّع اليوم على أمل الالتقاء بغد يشبه حقّه بالحياة. لم يعرف بأنه ترك ظلاً لن يجد في الصباح انعكاساً يهرول وراءه بحثاً عن السعادة.

رحل فيليب، تركنا وغادر إلى سماء بعيدة عن أصابعنا المودّعة... والمشكّكة.

لا أدري لماذا كتبت هذه السطور، تهشمت كلماتي على ورقة مغمّسة بالغضب...

لم أتعرف إلى فيليب كرجل، عرفته قضية، حقيقة مبتورة وأسطورة وجع...

كل ما كتبت... كلمات هربت من تفاصيل رثاءً لم أرده...

ولكنني واثق من أمر واحد، حقيقي كالظلم، فيليب يقف الآن أمام الله، خلفه الملائكة تردد لحنها:
"قلبك الجديد يا فيليب لم يتسع لثلاثين ألفاً من المحبين ... "

This piece is dedicated to all those who love Philip and believed in his right to live, And also to @Mich1mich & @FunkyOzzi who introduced me to someone  i am sure he's going to be a Guardian Angel to many, And finally to @ElianeBader who encouraged me to share what i wrote

4 comments:

  1. Very Touching :) May his soul rest in peace

    ReplyDelete
  2. tab ma3 hek haki kif badi le2i comment iktbo?
    May his soul rest in Peace, huwa hayyon fi kalimatika wa fi kouloub koul man amana bihakkihi bil hayat.

    ReplyDelete
  3. طالما هناك من يكتب، لن يأتينا النسيان على غفلة

    شكراً لأنك كتبت وشكراً على الاهداء :)

    ReplyDelete

Share

Widgets