وأخيراً مهرجان للكلاب في لبنان (من تنظيم جمعية BETA)... في علامات الرقي، التمدن والحضارة (؟!)
في ميدان سباق الخيل هذه المرة، لا آمال ولا رهانات (البارولي خاصة)، على وصول "جربوعة" أو "بساط الريح" أو "دعّاس"... ولا ينتظر أحدهم وصول حصانه "على المنخار"، أو "فلتة شوط". بيروت ـ سباق الخيل هذه المرة شهدت على ما يبدو عرضاً من نوع آخر، مشهد يتكرر للمرة الثانية في لبنان. فالأحصنة قد أخلت الساحة لنوع آخر من الحيوانات؛ إنه "مهرجان للكلاب".
عرض من نوع جديد. تتناهى إلى مسامعك ألقاب عظيمة وأسماء لها وقع مغاير "اقتبست" لصديق الإنسان الوفي. لا تنتظر أكثر من عواء ودلال من الكلب "بيتهوفن" أو الكلبة "ديفا"... لن تسكر (مع) الكلب "ويسكي"، و"روكي" لن يلاكم، إنه بالكاد "يعضّ". وهكذا دواليك، تكرّ السبحة: لاكي، شومي، ميني، قيصر...الخ. كلاب من كل صوب وحدب، منها الـ Pedigree ومنها "اللقيط" !! كلاب أحدها تنكر بثياب "الكلب الخارق" بلوتو، كلب سوبرمان؛ وآخر في ثياب أنيقة... ومنها من اختار المشاركة في أجواء المونديال على طريقته فاختار لباساً رياضياً يرمز إلى فريقه المفضل، عفواً، فريق صاحبه المفضل.
"هذه الكلاب تبنيتموها، أنقذتموها، لذلك تستحقون كل التصفيق" بهذه الكلمات افتُتح المهرجان السنوي للكلاب التي نظمته جمعية "بيتا" أو جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوانات BETA Beirut for ethical treatment of Animals من أجل جمع الأموال للمساعدة أكثر فأكثر في إيواء وإنقاذ الحيوانات المشردة. منذ العام 2004 وحتى اليوم، أنقذت جمعية "بيتا" أكثر من 1500 كلب وقطّ ووفرت لها الرعاية. فأحد أبرز الأهداف الرئيسية للجمعية – الى جانب إنقاذ الكلاب المشردة - زيادة الوعي في معاملة الحيوانات.
أكثر من 80 كلباً شاركوا وتوزعوا على 15 مسابقة منها: أفضل قبلة، الأكبر سنّاً، الأكثر إطاعة، ألطف جرو، أجمل ذكر، الأكثر أناقة، أفضل تدريب... وقد بلغ رسم الاشتراك للكلب عشرة دولارات (مع شرط وحيد للاشتراك في المسابقة: أن تكون الكلاب معتادة الجموع. تصوروا العكس!).
الحضور فاق الـ 700 شخص من زوار ومن مالكي الكلاب، كلهم احتشدوا تحت شعار "معاً سنبني مستقبل أفضل لحيوانات لبنان". وقد تخلل المهرجان لوحات فنية غنائية شارك فيها عدد من الفرق المحلية اللبنانية : Double Act, Lazzy Lung, Tina & Julien, Extravaganza
تحت وقع أضواء الكاميرات... اختالت كالعارضات (عفواً من قناة FTV) كلاب سارت وهي تتصنّع الدلال، التكبر وحتى العظمة. وقد تحلق في لحظات الانتظار الطويلة أصحابها في نصف دائرة حول طاولة الحكام... وكلابهم معهم، وقد حملوها على أذرعتهم، في وقت اختارت مجموعة أخرى (من الكلاب) التعارف ـ طقس "شمّ" رائحة الكلب الصديق ـ عندما فضلت أخرى ان تنتصب في مواجهة صاخبة ونباح متبادل. وهنا تجدر الإشارة، في سياق المسابقة، الى فئة "أفضل كلب معاق جسدياً". جاءت ثلاثة: أعرج، أصمّ وأعمى... سار بها أصحابها بكل فخر (وحب)، ليؤكدوا للحضور أن الكلاب تستحق المحبة مهما كانت حالتها الجسدية.
من شروط المسابقة، المطلوب من الكلاب المشاركة التقدم، الدخول، المشي في دائرة أمام أنظار الجمهور، وأخيراً الوقوف أمام منصة الحكام. الأمور لم تجرِ كما تشتهي "سفن" أصحابها؛ غضب ممزوج بالخجل... فمعظم الكلاب أبت الانصياع، رفضت الإصغاء إلى أوامر الطاعة، الجلوس أو الوقوف، بل أرخت لسانها تحت الشمس، ابتسمت لأضواء الشهرة...(على ما يبدو تلبننت بسرعة).
(ملاحظة: لجنة الحكام تضمنت مدربين للكلاب وأطباء بيطريين: Dr. Elias Nicolas, Dr. Najib Berberi, Mrs. Fabienne Abi Ramia, Mrs. Cynthia Abi Habib, and Mrs. Randa Nasrallah.
أختم.
سألت امرأة وقفت بجانبي، لماذا تعتقدين أن كلبك مؤهل لربح هذه الجائزة (؟) أجابت بكل فخر: "لأنه يتكلم الإيطالية". لم أفهم (ربما لأنني لا أتحدث الإيطالية!!). لا أقول هذا للتهكم. فأنا عن حق أوجه تحية من القلب إلى منظمي المهرجان والى مبادرتهم. تذكرت فجأة سؤالاً وجهته يوماً معدّة أحد البرامج الإذاعية الى الفنان المسرحي سامي خياط في الثمانينات، إبان الحرب اللبنانية. سألته عن جدوى أو علة وجود "جمعية الرفق بالحيوان" (التي أسسها يوماً والده وتبوأ هو من بعده رئاستها)، عن علّة وجود هذه الجمعية في وقت الإنسان في لبنان كان يموت يومياً. أجابها وقتها سامي خياط وبسرعته البديهية التي اشتهر بها: "وهل المطلوب أن يموت الجميع" (؟).
لطالما اعتقدت وما زلت بأن يحافظ شعب وأن يعامل برفق الحيوان لأنه علامة أو دلالة على رقيه، على تمدنه وعلى حضارته. لا أجرؤ على السؤال، ترى هل المطلوب في بلادي أن يتمرس مواطني في المحافظة على حقوق الحيوان، ما لم يفعله لتاريخه (؟)... فعندها ربما ينتقل بنجاح الى مرحلة متقدمة أخرى، يصبح فيها ملماّ بالمحافظة على حقوق الإنسان أيضاً...
The last paragraph says it all. Excellent post. Enjoyed every sentence.
ReplyDeleteso lovely
ReplyDeletei have a dog and this post says a lot :)
Very nice article Pascal :) Keep up the excellent work :) I like the part on Sami Khayyat :)
ReplyDeleteHave a great day :)
I just saw this post! I loved Sammi Khayyat's response.
ReplyDeleteThanks for shedding light on this topic, in Lebanon I believe we are still way behind, and some people can be really cruel. Treating animals ethically is important, but sadly, some of us don't even treat humans ethically.
It was nice to hear of such event in Lebanon! I think BETA is working hard.
ReplyDeleteBut still we have to work a lot on Human rights before!!