محمد بدر يحمل كاميرته، يسير بين الجمع، تجول نظراته في أرجاء هذا الشارع الذي تحوّل إلى شغف وفيه تجسّدت فكرة مشروعه الجماعي. يبتسم لكل الزوايا، يجيب على الأسئلة بصوت محبب، يحمل حلمه كطفل صغير، الليلة شهد أولى خطواته، وأولى كلماته. شهور قليلة تفصله عن وضع اللمسات الأخيرة لكتاب "لكم حمراؤكم ولي حمرائي"، من كلماته تستطيع أن تتخيّل شكل الغلاف، أوراقه الفاخرة، وصور مسلوبة من الزمن سيسجنها في كتاب. حكاية ذاكرة كتبتها عيون عشاق شارع الحمراء، فتياناً وشيوخاً.
قبل أن ينصرف المصورون لمطاردة اللحظات كفراشات في غابة من الألوان، أجرى فريق "لبنان الآن" – الصفحة الثقافية هذه المقابلة مع محمد بدر صاحب الفكرة
في القرآن الكريم آية تقول "لكم دينكم ولي ديني"، وجبران خليل جبران كتب "لكم لبنانكم ولي لبناني"، أما أنا فأردت أن أقدّم لشارع الحمرا حيث أنتمي، شيئاً ما أردّ من خلاله الجميل لشارع أحبه كثيراً. كما أردت لكل مصوّر أن يقدم حمراءه الخاصة كما يرسمها في مخيلته، أن يلتقط كمّا هائلاً من الصور ثم يختار الأقرب إلى مكانة هذا الشارع بالنسبة إليه
لأنها تاريخ قائم بحد ذاته، هنا عاش الشعراء وكتبوا أجمل قصائدهم: محمود درويش، محمد الماغوط، نزار قباني. هنا امتداد طبيعي لكل المثقفين، طلاب الجامعات، الصحافيين، هذه المنطقة هي روح الثقافة، في رحاب المقاهي تدور النقاشات السياسية والشعرية والاجتماعية، واليوم من خلال هذا الحدث سيكون للتصوير مكانته ليشارك في العجلة الثقافية. من هنا انطلقت عدة صحف مرموقة في لبنان وهنا تتداخل كل الأديان والطوائف والتوجهات السياسية، لا يمكن تمييز "علي" من "جورج"، إنه نموذج مصغّر عن لبنان الذي أحلم به والذي نسعى نحن الشباب لتحقيقه
شارع الحمرا، يملك هذه القدرة على الحياة، يستقطب أشخاصاً من مختلف الاهتمامات والانتماءات، ملتقى للجميع يرتشفون القهوة وتدور أحاديث متنوعة بين الفن والسياسة والشعر والثقافة. زواياه تخبر عشرات القصص عن أشخاص سرعان ما وجدوا مكانهم في هذا الشارع الذي يتسع للجميع
هذا المشروع حلم وليس فقط مسابقة، حلم خاص راودني كثيراً، ويحتاج وقتاً أكثر، يكرّس طريقة جديدة لرؤية الأشياء، ليس محصوراً بالمصوّرين هواةً كانوا أم محترفين، هو لكل إنسان يعرف قيمة الحمرا. أردنا أن يكون لنا حدثاً خاصاً بنا، بطريقة مميزة نترك فيها بصمة ما. إنها خطوتنا الأولى على أمل أن يكون هناك المزيد من الأفكار في السنوات المقبلة، وهناك فعلاً مشروع آخر بدأ التحضير له
سبعة مقاهي معروفة تجاوبت مع الفكرة وستشارك في عرض الصور الرابحة، أما المصوّرون فهم من كل الأعمار، وسيقومون بجولة مشتركة اليوم وعلى مدى شهر يختار كل منهم المشهد الذي يأسره ليحفظه في صورة تليق بذكرى هذا الشارع. هناك عدة رعاة للحدث وسيقدم مقهى Franco Gelato للرابح الأول تذكرة سفر إلى إيطاليا بعد أن لمس هذا التشابه بين شارع الحمراء وشوارع في إيطاليا. بالإضافة أيضاً الى جوائز أخرى مثل كاميرات رقمية والعديد من الهدايا.
البداية كانت مع شارع الحمراء، في قصيدتي كتبت "حمرائي" شعراً وقريباً سأجعلها كتاباً مصوّراً، لما لا نفعل الأمر نفسه لشوارع أخرى من لبنان؟
i like hamra, i spent 2 years there, i like what you wrote here
ReplyDelete