Monday 4 January 2010

عيون السفارة السويسرية على "جبال لبنان"...








من فعاليات ونشاطات معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الـ53، ولمناسبة إعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب، نظمت السفارة السويسرية يوم الجمعة 18-12-2009 معرض رسوم بعنوان "لكل واحد جبله"  A Chacun Sa Montagneفي البيال، بالتعاون مع مكتب الإرشاد والتوجيه التربوي والمدرسي في وزارة التربية.





في آخر الممر حركة غير عادية، ضوضاء، أصوات ضحك أطفال، وابتسامات تعلو الوجوه. زاوية مختلفة عن سائر المنصات المنتشرة في الأرجاء، لا تشبهها بالجدية المفرطة أو العبوس المرتسم على وجوه رواد المعرض المعتادين. فسحة ثائرة على جمود الأشياء وهدوئها، تعجّ بأطفال يقلّدون المشاهير، يتسابقون لالتقاط الصور، يسافرون بنظراتهم الفخورة على الجدران حيث علّقت نصوص باللغة الفرنسية ورسومات مختلفة. بعضهم يشير بإصبعه الصغير إلى رسمته المعلّقة حيث كتب اسمه مرفقاً باسم المدرسة والصفّ، فتاة تخبر رفيقاتها عن الخطوط وسبب انتقائها الألوان ولماذا رسمت الشجرة مقلوبة. ألوان مسكوبة وأياد خطّت أمنياتها على شكل شمس، غيمة، طير، وجبل شامخ، هنا ورقة بيضاء نقية كقلوبهم حيث لكل واحد جبله.

طلاب من تسع مدارس من مختلف المناطق اللبنانية شاركوا في إعداد الرسوم المعلّقة على جدران المنصة والتي تمثل جبالاً في لبنان وسويسرا. بعد أن أعرب السفير السويسري فرنسوا باراس François BARRAS عن سعادته لتنوع المدارس الرسمية المشاركة، وقف بين الأولاد، تحلّقوا حوله وفي عيونهم محبة وبصوت خجول ردوا على أسئلة السفير.


خص السفير باراس موقع "لبنان الآن" – الصفحة الثقافية بكلمة مصوّرة تحدث فيها بحماس عن فكرة المشروع وهي واحدة من سلسلة نشاطات تقوم بها السفارة السويسرية في لبنان لتعزيز العلاقات بين البلدين. فالرسومات المعروضة ثمرة مشروع بدأ باختيار أربعة وعشرين نصاً باللغة الفرنسية لكتّاب لبنانيين وسويسريين معروفين. موضوع النصوص هو الجبال التي تشكل عاملاً جغرافياً مشتركاً بين سويسرا ولبنان، وقد وزّعت النصوص على تسع مدارس رسمية تنتشر في عدة محافظات لتقوم بدراستها ومقارنتها. المرحلة الثانية من المشروع تقوم على ترجمة هذه القراءات في رسومات يعبّر من خلالها كل طفل عن شكل جبله الخيالي كما يراه، وقد تم استقدام فريق عمل من ثلاثة رسامين تصويريين من سويسرا:
(Laura Jurt, Pierre-Yves Gabioud, Adrienne Barman)

وثلاثة آخرين من لبنان:
(Lena L. Merhej, Samar Ziade, Dania El-Khatib)
ليقدموا أعمالاً خاصة بهم بعد اختيار كل منهم النص الأقرب لمخيلته.


توزع الرسامون على المدارس المشاركة لتعليم الأطفال وتعريفهم على تقنيات الرسم عبر ورش عمل. وقد خصصت هذه المدارس ساعة رسم أسبوعياً قدم من خلالها التلامذة أفكارهم الخاصة ومئات اللوحات التي عبّرت عن خيال جامح حيث بعضهم أظهر لأول مرة موهبة رسم كانت مدفونة. في المرحلة الأخيرة تم اختيار حوالي العشرين رسماً عرضوا في جناح خاص بالقرب من لوحات للرسامين التصويريين الستة.


كان لموقع "لبنان الآن" حديث مع القائمة بالأعمال السويسرية (Carine CAREY – 1ère collaboratrice) في لبنان التي اعتبرت أن الفكرة تعبّر عن اهتمام بلادها بالعمل مع المدارس الرسمية، من خلال تفعيل القراءة والفن تحديداً الذي يلقى صدى إيجابياً في نفوس الأطفال. وأشارت إلى أن الفن في لبنان بحاجة إلى اهتمام أكبر وقد فوجئت لوجود أطفال لم يلتقطوا ريشة من قبل. تتحدث بفخر عن هذا المشروع الذي يمسّ خيال الطفل ويقدّم أجمل ما عنده، تتوقف أمام كل رسم لتشرح بشغف عنها كأنها أمام لوحة لأحد المشاهير الكبار. هذا اختار الجبال المسننة وذاك صوّر الهضبات اللبنانية، قلب وشمس وابتسامة... 


أما دانيا الخطيب وهي إحدى الرسامين التصويريين اللبنانيين الثلاثة، فقدّمت لوحتين مستقاتين من نص لناديا تويني عن أرز لبنان. دانيا كان لها تجربة في تعليم الأطفال تقنيات الرسم الخيالي، وأسفت لكون المدارس الرسمية في لبنان تعاني من نقص في الأدوات الخاصة بالفن، والأخصائيين الذين يجيدون استخدامها وتعليم الأطفال عليها، وتعتبر أن في داخل كل طفل خيال واسع يحتاج إلى فسحة بسيطة للتعبير عنه.


في مقابلة مع ممثلة مكتب الإرشاد والتوجيه التربوي والمدرسي في وزارة التربية، تحدثت السيدة دنيا عون عن أهمية هذه الخطوة وما تركته من أثر عند الأطفال، مشددة على أن عملية انتقاء المدارس المشاركة كانت عادلة (6-6 مكرر) كي يحظى الجميع بفرصة، إلا أنها أسفت بدورها أيضاً أن الاهتمام بالفن يأتي في المرتبة الثانية. فالمدارس الرسمية ليس لديها موازنة خاصة لأدوات الرسم، كما أن الهبات التي تصلها تُصرف على خدمات تهمها أكثر مثل التدفئة. أما الجسم التعليمي فهو هرم ومن يأتي حديثاً ليس مدرّباً، ويمكن لأي أستاذ أن يدرّس مادة الرسم وذلك لاعتبارها مادة ثانوية غير مهمة. وختاماً لفتت إلى أن البرنامج التعليمي الجديد يهتم بالفنون من رسم ومسرح، ولكن المشكلة ما زالت في المدارس الرسمية فقط، لأن أدوات الرسم كلفتها عالية.










http://www.nowlebanon.com/Arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=136184

No comments:

Post a Comment

Share

Widgets