> بنات المعاملتين باسكال عساف/ لبنان |
الوقت رجل يسير ذهاباً وإياباً، يقلب الثواني الملتصقة بصفحات كتاب اشتراه من مكتبة تحيا في كنف مستشفى. السطور أمواج تتلاطم في فكره، بالكاد يلتقط أنفاساً متلعثمة ليرفع بصره ناحية الباب الموصد على من هم في رهان غير متكافىء مع الموت.
لا يعرف مدى المسافة التي أنهكت قدميه، ولا الفترة الزمنية التي انقضت منذ أن وجد نفسه حارساً على مدخل الأمل. الحقيقة الوحيدة الملموسة في دوامة الإنتظار تكمن في الصفحة التسعين، وكلّ ما عدا ذلك من صنع الأوهام. يترك إصبعه بين دفّتي الكتاب، يرخي ألم ذراعه في الهواء، ويمشي كصرخة مكتومة تندثر في ضوضاء اليأس.