Friday, 24 December 2010

ابراهيم سماحة ريشة بلا عنوان



على درج الفن، أو درج مار نقولا بين حي سرسق وحي الرميل في منطقة الجميزة، وجد الرسام ابراهيم سماحة مساحة للتواصل مع بلده الذي انقطع عنه منذ سفره الى ايطاليا لسبع سنوات. كانت محادثة عابرة عبر الهاتف انتهت بموافقته على شراء محترفه Laboratoire Dart من دون السؤال عن المساحة أو الموقع. حزم حقائبه مترجما الحلم الذي راوده منذ الطفولة الى منارة تشعّ فناّ.

Friday, 3 December 2010

أجمل ابتسامة ...الجزء الثامن: خفة



شعر بخفة لا تقاوم لأول مرة في حياته تشبه إلى حد بعيد اللحظات التي تسبق الدوار الذي يعانقه قبل أن يستسلم إلى إغماءة مثل التمدد فوق البحر. معظم حزنه كتبه على أوراق، منها بقيت غير منشورة، وأكثرها تناثر كسراب بين أصابع القراء. في داخله حنين إلى انتصار أخير... المواجهة الأسمى التي سعى إليها كمنت في مبارزة الموت، إلا أن غريمه بقي عصياً عليه، يرفض المواجهة، بكل بساطة لأنه لا يتقن غير الانتصار في كل معاركه. حقيقة يدركها الكاتب لكنه أراد أن تكون هزيمته عظيمة، تليق بمجالد.

Friday, 12 November 2010

أجمل ابتسامة ...الجزء السابع: صدفة



أناملها تحمل سيجارة رفيعة، عيناها تجولان في أنحاء الصالة، وكأنها سائحة. الأصوات المنبعثة في الأرجاء عاصفة هوجاء صاخبة تتمايل على وقعها الأجساد. تشير بأصبعها إلى الساقي، يسرع الشاب كقط نادته صاحبته، يلتقط الكأس الفارغة، يضع مكانها كأس أخرى تشبه دموع الشمس. تسقط في يده مالا، يهز برأسه شاكرا ويبتعد عن أنظارها... يسير إلى الخلف من دون أن يشيح وجهه عن ابتسامتها.

Tuesday, 9 November 2010

تجمع من أجل "كرامة وحرية الحيوانات". صرخة ضد سوء معاملة الحيوان في لبنان...



تحت عنوان "أوقفوا عذابنا" دعت مجموعة "كرامة وحرية الحيوانات" (APAF (Animals Pride and Freedom إلى مسيرة سلمية ارادوها حاشدة ضد سوء معاملة الحيوانات والإتجار بها (نهار الأحد في 17 تشرين الأول 2010 من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الواحدة من بعد الظهر).

"قولوا كلمتكم، لتحدثوا التغيير" هي الرسالة التي أرادها القيمون أن تصل على وجه السرعة إلى أكبر شريحة من المجتمع اللبناني.

لقراءة التتمة

Monday, 8 November 2010

جبران خليل جبران BIS


مطلع الشهر الجاري، وتحت عنوان "يوم مفتوح، أيام من وحي جبران خليل جبران" (من تنظيم Laboratoire d'art بالتعاون مع لجنة جبران خليل جبران)، نُظم لقاء مع الرسامين الهواة على درج الفن في الجميزة، ليرسموا جبران على طريقتهم، أو ليستوحوا من فنّ جبران تيمة للوحاتهم ورسوماتهم.

شارك في المرسم الاختباري للهواة أكثر من ثمانين رساماً... أمر ملفت في الزيارة الجبرانية، وعلى عكس ما كان متوقعاً... جلّهم من الشباب، أتوا لاستقبال جبران، لرؤية لوحاته، للاستماع إلى كلماته مغنّاة أو ملقاة. (إضغط هنا للإطلاع على المقالة: - "جبران يزور بيروت".. عفواً! متى غادرها؟ - ).

النص الكامل

Wednesday, 3 November 2010

رقعة شطرنج 3: فرصة واحدة



لقراءة الجزء 1 و 2

في يده علبة دخان بيضاء، يقلبها وكأنه يلاعب قطعة نقدية، يتوقف أحياناً يتأمل ثناياها، ثم يديرها فجأة ليستمع إلى قرقعة خفيفة تصدرها ثلاث سجائر حائرة في الظلمة، ظلمة حالكة مسجونة داخل جدران بيضاء. نظر حوله، إلى المذيع، وخلف الزجاج المخرج يحدجهما بعينين مشتعلتين بغضب. ثلاثة أشخاص، كالسجائر، بين جدران بيضاء.

Wednesday, 20 October 2010

أجمل ابتسامة ...الجزء السادس : المكتوب



دخل إلى المنزل، وضع المفاتيح على المنضدة، في المكان المخصص لها، خلع حذاءه، أشعل زر الكهرباء، أنيرت غرفة الجلوس بضوء خافت. نظر إلى الساعة في معصمه، العقرب الصغير يشير إلى الرابعة صباحاً، ساعتان قبل أن يبدأ نهار آخر. البيت مرتب، نظيف، أشبه بمتحف.

Thursday, 7 October 2010

رقعة شطرنج - خطوة متعثرة

John White Alexander


- "الحياة رقعة شطرنج نتحدى عليها الموت".
قال الجملة الأخيرة بصوت هادئ وهو ينظر بعينيه الواسعتين باتجاه محدّثه. صمت من دون أن يشيح بنظراته مبتعداً إلى أي فسحة مظلمة في القاعة. لم يكن ينتظر إجابة. فما قاله لم يكن سؤالاً، أو شرحاً، أو حتى فكرة مجنونة أراد بها أن يتفاخر أمام المستمعين... ما نطقه كان عمراً في تجربة...

Tuesday, 28 September 2010

أجمل ابتسامة ...الجزء الخامس: الأخرى

Vincent Van Gogh

لقراءة الأجزاء السابقة 1، 2، 3، 4

"اعرف بأنك لا تسمعني، وبأنك عندما ستستيقظ لن تتذكرني. ولن تعرف الممرضة التي تسهر كل ليلة بجوار سريرك، كل ليلة منذ أسبوعين..."

سكتت عندما رأت حركة طفيفة في أحد أصابع يده. ابتعدت قليلاً عن السرير، نظرت من الشباك إلى السماء وتمتمت بصوت ناعم وكأنها تصلي:
- "شكراً أيها الساكن في ظلمة هذه الليلة، لأنني هنا، في المستشفى، أحرس الرجل الذي أحب منذ سنوات ثلاث... سأعتني به كل ليلة، وإن كان مقدراً له أن يموت، أرجوك، دعني أراه مبتسماً، تلك الابتسامة، مرة واحدة بعد..."

Wednesday, 15 September 2010

أجمل ابتسامة ... الجزء الرابع: ظلام

Klimt Gustav - Love

لقراءة الأجزاء السابقة 1، 2، 3

الصوت المنبعث من الآلة رخيم، رتيب وممل، رغم ذلك يردد نبض قلب الرجل الموصول بأسلاك، أو ما تبقى منها ...

عيناه مغمضتان على سواد أطفأ الرؤية بضمادات تلف معظم وجهه. حزن يشبه قصيدة، وجدران تحاصر الممدد على انتظار كأنها أوراق مذكرات. الساعة قاربت منتصف الليل، الرجل النائم لا يشعر بالمد والجزر الذين يخلفهما الضوء في دخوله كل يوم عبر الشباك المتدلي من الجهة اليمنى للغرفة.

Thursday, 9 September 2010

أجمل ابتسامة ... الجزء الثالث: الرسائل

Gebran Kahlil Gebran Handwriting
لقراءة الأجزاء السابقة 1، 2

من بين كل الأوراق الصفراء المنتحرة، أراد أن يلتقط واحدة... واحدة فقط عندما شاهد سقوطها، لعن الخريف وتابعه الشتاء. انزلق العالم كله في فجوة سوداء، لم يعد يميز أي من الأصوات المقتربة، رغم أنه كان يشعر بها تصفعه... تحلّق الجمع حوله، الأرض تحته مسها جنون، تحوّلت إلى ثور هائج وهو إلى رقعة ملطخة بأحمر حائر... حملته الذاكرة كطير متدلّ من بين شدقي نسر وألقته عظاماً صغيرة مهشمة على ارض الماضي يوم كان شابًا... تحديدا إلى ذلك اليوم الدراسي عندما باع صديقه الأنيق رسالة رابعة... منذ عشرين عاماً.

Wednesday, 1 September 2010

أجمل ابتسامة... الجزء الثاني: الرسالة

Vincent Van Gogh

لقراءة الجزء الأول

عندما أخرج يده هذه المرة من جيبه، اصطدمت أنامله بأشواك ذكرى...

الكلمات القليلة التي ألقتها الفتاة متهكمة عن ماضيه، عن أوراق الشجر المتساقطة، كانت أكثر من مجرّد حقيقة. حقيقة ظنها بقيت هناك... في ذلك اليوم الذي أقسم فيه بأنه لن يكتب مرة أخرى... ولن يحب.

Thursday, 19 August 2010

أجمل ابتسامة ... الجزء الأول: الكتاب


Cezanne - Portrait of Gustave Geffroy

وقف بعيداً عنها، يسترق النظر إلى تفاصيلها. تبعثر الكتب من تراصفها، تقرأ عنواناً تلقيه جانباً كقشرة حلوى، تكمل التفتيش، تفتح عنوةً صدر كتاب، تسارع عيناها لقراءة السطور، ما بينهما، تبتسم مرات، وتهز كتفيها طوراً. جمعت فوق ذراعها أكثر من كتاب. لم تنتبه إلى فضول الرجل القابع خلفها على مضض، يده في جيبه، يخرجها ثم يعيدها وكأنه أضاع أجمل ابتساماته.

Saturday, 31 July 2010

العدد السابع من مجلة جسد


صدر حديثاً العدد الجديد، السابع (صيف 2010)، من مجلة "جسد" الثقافية الفصلية، المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. يتضمن العدد محوراً مسهباً عن إشكالية تعدّد الشريك الجنسي ومفاهيم "الخيانة" و"الاخلاص" و"الزنى"، من وجهات نظر مختلفة. ويفتتح الملف الشاعر الكبير انسي الحاج بنص عنوانه "أن نظلّ نجعل الوجود كلّه زوجاً مخدوعاً".

Tuesday, 27 July 2010

وأخيراً مهرجان للكلاب في لبنان




وأخيراً مهرجان للكلاب في لبنان (من تنظيم جمعية BETA)... في علامات الرقي، التمدن والحضارة (؟!)



في ميدان سباق الخيل هذه المرة، لا آمال ولا رهانات (البارولي خاصة)، على وصول "جربوعة" أو "بساط الريح" أو "دعّاس"... ولا ينتظر أحدهم وصول حصانه "على المنخار"، أو "فلتة شوط". بيروت ـ سباق الخيل هذه المرة شهدت على ما يبدو عرضاً من نوع آخر، مشهد يتكرر للمرة الثانية في لبنان. فالأحصنة قد أخلت الساحة لنوع آخر من الحيوانات؛ إنه "مهرجان للكلاب".

Thursday, 15 July 2010

كي لا ننسى فيليب



فيليب الشاب الذي كان يبحث عن قلب جديد، رحل. ترك خلفه جسداً صادق الانتظار، حمل رجاءه، خوفه، حزنه وابتعد. تخلّى عن قلبه القديم، كنس غبار الانتظار عن صدره، علّق لوحات أمل على الجدران حول فجوة أرادها ميناءً أخيراً لبحر من الصلوات.

Thursday, 8 July 2010

أوكتافيا... لا تحزني



أنا مجرّد رجل عابر في نزهة. قرّرت منذ مدّة أن لا أتمرّغ في وحول السياسة، والحروب، والتجاذبات الطائفية. اقتنعت أنه من العبث تنظيف المستنقع... وحيداً.

رغم ذلك وجدتني منحازاً بطريقة ما، للكلام، أو ربما الهلوسة، لأنني ضقت ذرعاً بابتلاع الصمت كردّ بينما أتفرّج على رقصات الجهة المقابلة بالانتصار الزائف.

Wednesday, 7 July 2010

عتبة الحرية



- "إذا خرجتَ الآن، لن أسمح لكَ بالعودة مطلقاً.."

يده القابضة على مسكة الباب تحجّرت، شفتاه مطبقتان كليلٍ في واد، تخدّرت أصابعه، تقوّس ظهره في شبه انحناءة، أمّا قدمه اليمنى فكانت ترتجف. عبثاً حاول السيطرة عليها.

Wednesday, 30 June 2010

In the Store


             His belly hangs from the bottom of a shirt shrunken in disgust of a skin swollen with the smell of thirst. While thin long hairs, rudely erected, like whiskers of a cockroach cowardly hiding from light behind a toilet seat.

Saturday, 26 June 2010

ماذا يعني أن تكون كاتباً؟


        تستيقظ صباحاً وتتناول دفترك الصغير عن الطاولة، تقلب الأوراق، تحصيها على عجل. تقرأ ما خطت أصابع ناعسة بين حلم وحلم من عبارات متقطعة، تتحسس ألم قصائد مبتورة ولدت في لحظات يقظة سرقتها من خاصرة النوم. تبتسم مرّات غبطة مما كتبت، وأحياناً تمتص الأسف كحبة دواء، لأن سطورك كانت نحيلة تشبه الشعيرات التي سقطت عن رأسك المتقلب على الوسادة.


Wednesday, 16 June 2010

في دكان



يتدلى بطنه من أسفل قميص تقلّص قرفاً من كثرة الالتصاق بجلد تفوح منه رائحة العطش. شعيرات طويلة منتصبة بوقاحة، أشبه بشوارب صراصير خائفة من النور وتختبئ وراء مرحاض.




Tuesday, 8 June 2010

Stupidity








He told her, " I'll love you until the day I die."

He then wrapped his arms around her like a sheet lays on furniture to keep away unwanted dust in a deserted home, and fell asleep.

As the day dawned, she sorrowfully picked up the pieces of her disappointment, packed a suitcase of shattered memories, and walked away like the tears of emptiness..

For she is a Woman who can't be with a man whose love has limits.

Wednesday, 2 June 2010

غباء



قال لها: "أحبكِ حتّى الموت". عانقها كملاءة تحمي أثاث بيت مهجور من تطفل الغبار، وغفا.

عند الصباح وضّبت بأسى خيبتها، حملت حقيبة ذكرايات مهشّمة، ورحلت كدموع النسيان.

هي... امرأة... لا تقدر أن تعيش مع رجل لحبّه حدود.

Wednesday, 19 May 2010

حديث


البارحة، في غرفة الجلوس، سمعت هذا النقاش من طريق المصادفة، بينما كنت أنتظر ذاتي لتنام. على رغم أنني لم أفهم كلّ الحديث، ربّما لطوله، ارتأيت أن أجمع ما حفظت من أقوال كلّ طرف في المجموعة. وها أنا أسكبها على الورق، وأنتظر حتى تجفّفها الأيام. 

من يدري فقد تأتي الفلسفة لتتسلى معك في زمن الضجر.

Thursday, 6 May 2010

اعتراف سجين



لأنني أشفق على ألمي كما أرثي حال كتبي الهائمة في زوايا البيت...

لأن الأحلام تُكدّس في صناديق تمتهن الغبار صلاة يومية...

لأن الدموع تُمسح بخرقة وترمى في بطن النسيان، والحزن الذي يصبغ بياض العيون بأحمر خائن لا يعدو أن يكون أكثر من حقيقة مغمّسة بالغثيان...

لأن جبيني سبّورة يتسلّى الوقت بالخربشة عليها، يرسم ظلالاً من ندم وجراحاً تتذكّر أكثر من صديق سبا محبّتي...

لأن الله يتّقن فنّ الإصغاء، والشيطان عدوه السرمدي يملك أروع ابتسامة...

لأن الأمل دمية شاخت بين أصابعي، وزفرات المستقبل هلوسة ماسح أحذية...

لأن النساء اللواتي أحببت أجمل الأزهار، أعتقتهن من جنوني، واحتفظت بأشواكهن في حلقي عبيراً للذكرى...

لأنني الأسير الأخير الذي لم يلذ بالفرار بعد، يتناوب على حراستي كل من عرفني. باقٍ هنا بين جدران مهترئة وباب مشرّع على كل الإغراءات. باقٍ مع نواطير نظراتي خوفاً من أسئلة ضميري. ماذا ستنهش أسنان حرّاسي، وأين ستنشب أظافرهم بعد رحيلي، وأنا الذي علّمتهم كيف يمسّدون الدماء خطوطاً مستقيمة على ظهري؟.

وربما لأن الأوراق في بلادي، رخيصة، فارغة، ومنتهكة...

اخترت الكتابة جريمة أقترفها بعد كل وجع...




Sunday, 2 May 2010

Twitter - فضاء أنت أحد كواكبه..




... في هذا المكان السحري أنت لا تحتاج إلى تأشيرة دخول للعبور إلى أقاصي الأرض، ولا لانتظار مذل يطول أمام السفارات، ولا تحضير كشوفات مصرفية، أو سيرة ذاتية. لا همّ للتوقيت هنا ولحسابات فرق الساعات، فالعبارات المتروكة أشبه بالأزهار المتفتحة في بستان، تستطيع الاستمتاع برائحتها، أو تجاهلها إن شئت، أو الانصراف إلى البحث عما قد يستهويك في الأرجاء.

هذا "المكان" السحري بكل معنى السحر، هو نافذة صغيرة تطل منها على كل الدنيا، عالم لا تغيب عنه الشمس. نعم، إنه عالم، لكنه عالم افتراضي، يتحول تدريجياً إلى حقيقي، ملموس، وواقعي تشارك بصنعه أنت.. كما كل سكان الأرض. 

الـ "تويتر"- Twitter أو الترجمة الحرفية لكلمة "تغريد"، هي خدمة إلكترونية جديدة تصف نفسها بأنها "مجتمع من الأصدقاء والغرباء من شتى أنحاء العالم يرسلون تحديثات عن لحظات حياتهم". إنها ملتقى في العالم الافتراضي، لكن الناس الذين يتلاقون فيه هم مثلك تماماً، حقيقيون.

Tuesday, 27 April 2010

أكتب إليك



أكتب إليك ...
كي لا تنسى.

مياه آسنة





بحر يختنق،
والدموع في الحلق،
جذع شجرة.



نقطة






حزن ورقة،
تمرد قلم،
واعتصام قصيدة.




Tuesday, 20 April 2010

بكل صراحة: أكره راوي حاج



دعوة
عندما دعاني صديقي إلى حفل توقيع كتاب، سألته عن اسم الكاتب. نطق اسمه بتمهّل وانتظر. كولد يراقب حبات المطر على زجاج نافدة سئمت السكون وقلت ساخراً: "ومن هو راوي حاج هذا؟". مبتسماً أردف: "كاتب مغمور في لبنان، ومشهور في بلاد الاغتراب".

لم يعلم صديقي في تلك اللحظة أنني ارتأيت ألا أذهب، وإن كان لا بد من إراقة الوقت فليكن في صحبة أولئك الذين يعيشون تحن أقدام الشهرة، لعلني عندها ألتقط بعضاً من تألقهم على هامش وجودي بقربهم.

Sunday, 4 April 2010

ماذا قال الموت للنبي؟


تمدد على السرير في قلب الليل، أحس ببرودة تنزلق عند أطراف عينيه، ذرف كلمات لن تصل إلى أوراقه. أغمض التعب جفنيه، رفعهما بكسلٍ من جديد، نظر إلى الفضاء الضيق. فكر في العمر عندما ينزف آخر الأيام

العدد السادس من مجلة جسد

يحتفي مقهى "باردو" في الحمرا (قرب جامعة هايغازيان) بصدور العدد الجديد، السادس (ربيع 2010)، من مجلة "جسد" الثقافية الفصلية، المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. تنعقد الأمسية عند الساعة السابعة والنصف من مساء الثلثاء 13 نيسان الجاري، بحضور رئيسة تحرير المجلة الشاعرة جمانة حداد، التي سيحاورها فيصل اليافعي، في إطار الصالون الأدبي الذي يديره في لندن، ومؤخرا في بيروت أيضاً، وكانت الحلقة اللبنانية الأولى منه انعقدت مع الناشر والكاتب لقمان سليم. وسيتمّ في المناسبة بيع المجلة بأعدادها الجديدة والقديمة. لمزيد من المعلومات، الاتصال بمقهى "باردو" (01-340060)، أو زيارة الصفحة الخاصة بالحدث على الفايسبوك.

Thursday, 1 April 2010

هستيريا





* تهمس الأوجاع في أذنه:
الليل مثلك
يرتق ثوبه الممزّق...

كلوحات حزينة في مرسمه،
يكدّس النظرات الخائفة،
وحفنة من قلق.



Wednesday, 31 March 2010

كستنا بستنا بوف Flash’ mob

"كستنا بستنا بوف"... هل تذكرون؟

مسلسل "ابو سليم" وفرقته على تلفزيزن لبنان قديما؛ وربما على شركة أدفيزيون – قناة 7 – أو شركة تلفزيون لبنان والمشرق – قناة 5 و11 – قبيل الاندماج، لم أعد أذكر...الأمر المؤكد أنه في فترة السبعينات، كانت حلقات تلفزيونية جمعت ابو سليم وفرقته، نسيت اسم المسلسل أو المناسبة. في الحبكة، باختصار، أن "فهمان" يستولي على عصا سحرية، يكفي ان يوجهها الى أحدهم وينطق بعباراتها السحرية: " كستنا بستنا بوف" لكي يجمد الآخر كالتمثال...بانتظار ان يعود فينطق بالعبارة مجدداً  "كستنا بستنا بوف" لكي تعود فتدب فيه الحياة. و"خود" على مقالب مضحكة سمّرتنا بدورنا امام شاشة التلفزيون... ايام زمان، ايام بريئة، بالأسود والأبيض قبل أن تستحيل فقط بالأسود...

Saturday, 27 March 2010

أحد الشعانين...








الإستيقاظ على عجل في صبيحة أحد لا يشبه سائر الآحاد. جفون مطبقة في صراع مع النعاس، تبحث عن رائحة القهوة. أصوات أولاد ارتدوا ثيابهم الجديدة منذ الصباح الباكر، عيونهم الصغيرة شاخصة إلى باب المدخل. يعيدون تكرار سؤال حائر في عقول متلهفة للخروج من المنزل: "متى نمشي؟". تتحايل على إصرارهم، لا يقبلون بالأجوبة المنسكبة من فاه أبٍ منشغل بارتشاف القهوة. تبعدهم عنك بلهجة صارمة: "بعد ربع ساعة". ينزوون في بقعة من غرفة الجلوس، تحت ناظريك، يحصون الدقائق بينما يتفرّسون بعينيك الناعستين. يتعبون من لعبة الانتظار، يسألون مجدداً، بعد مضي بضع دقائق... طويلة بالنسبة إليهم، وقصيرة الأمد بالنسبة إليك: "هل انتهت الربع ساعة؟". تبتلع القهوة، أو ما تبقّى منها على عجل، وتهرول إلى الحمام. البخار المتصاعد وجسد يفوح برائحة يوم آخر. وجهك في المرآة ولحية تحاول أن تحافظ على رسمٍ خطّه لك المزيّن البارحة. ينسلّ وراءك ابنك يستعير منك فرشاة الحلاقة، يصر على تغميسها في القدر الساخن. يقلّدك، يستعير من حركاتك كبراً ينثره على جسده الصغير رداءً فضفاضاً.








Sunday, 21 March 2010

رسالة إلى الموت


دعني أستهل كلمتي بأن أقول وبحزم الصواعق: "لست خائفاً منك أيها الموت".

طبعاً، لم أنس الزمن الذي عشته مذعوراً من فكرة زيارة خاطفة تفاجئني بها مبتسماً، وتحديداً في أولى سنوات العقد الثالث من عمري. لا أزال أذكر عدد الأقنعة التي نزعتها عن وجهك أحياناً "بمساعدة" الحذر، وطوراً بأظفاري، بفعل ما رأيت وسمعت.

خفت يومها أن تتنكر في شكل عتبة مكسورة على الدرج المؤدي إلى منزلي، أن تتسلل إلى صدري من خلال علب السجائر التي ترافقني، أن تستعير جسد سائق متهور، أو تعبث في تفاصيل جسدي فتزرع عطلاً طارئاً في صيرورته الطبيعية، وربما تستقل سفر رصاصة طائشة أطلقها ابتهاجاً أحد الأقزام بعد تصريح متلفز لسياسي ما، لتستقر في صدغي وتصيب مني مقتلاً مأسوياً. بعدها تتلهى بالحدث الجرائد لبضعة أيام تختصر حياتي، ويبقى هو مجهولاً ومجرد تابع أمين لك.




مريان

مريان ... قصيدة
ترنمها الملائكة.

مريان ... يدان،
والعالم قيثارة.

مريان... أول كلمة
تعتنقها الطفولة.
وخجل كل اللغات
في وصف الأمومة.

مريان... حضن
وحدود الجنة.

مريان ... قهوة
والصباح رشفة.

مريان.. المرأة الأولى،
وكل نساء الأرض
إمتداد لكحل عينيها.

مريان... خمرة
تعصرها السعادة.

مريان... صلاة
لا يمل الله صداها.

مريان... أمي،
وأمي ... دمعة،
- إذا انهمرت -
تغرق كل الدنيا.